الفصل الخامس

رف من الحياة

هكذا يبدو (الحكير)

بات من الضروري جذب الشباب للانخراط في المهن المختلفة كون المستقبل للفئة العاملة المهنية المؤهلة على استيعاب مقومات التقنية و أدواتها، فجميع الدول التي تتصدر العالم حاضرا وحضارة تسلقت نحو الصدارة من بوابة الوعي المهني التقني المكرس بالأيدي العاملة.

حين ننطلق من المنزل في تربية النشئ و مزجه بمفاهيم تعليمية و أكاديميات تتوافق مع المراحل التأهيلية  في غرس مفهوم العمل وأهميته وضرورة اكتساب المهن حتى تلك التي ينظر إليها البعض على أنها غير مناسبة شخصيا و اجتماعيا.

هنا يبرز جسر متفرد من الجهات ذات العلاقة و أتوقع أنها (مجموعة الحكير) التب تعمل على الاستثمار الأمثل لقدرات الشباب ومواهبهم وتشجيع مبادراتهم، والتوسع في الأنشطة الاقتصادية التي توفر فرص العمل لهم، وتعزيز دور مؤسسات التدريب المهني، مع العمل على تدريبهم وتأهيلهم للدخول في سوق العمل، وتحويلهم من مجرد متلقين للمساعدة إلى ساعين إلى العمل وكسب لقمة العيش.

تعد هذه المجموعة (الحكير) من أقوى المنظمات المهنية التي شجعت على بالتوسع في ثقافة "العمل الحر" والأعمال المهنية بين الشباب بديلاً عن قناعة "انتظار الوظيفة"، ودعمها لإقامة مشاريع حرفية صغيرة ومتوسطة عن طريق تقديم معونات وقروض ميسرة لهم كما قرأت مؤخرا و لمسته واقعا مبشرا.

علينا أن نضع هذه الجهة أنموذجا مهنيا عميقا ليستقيم به إعوجاج أغلب  الجهات المعنية من وزارات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ولجامعات العامة والخاصة لمضاعفة الجهد في هذا الإطار بترسيخ خيارات العمل المهني مستقبلاً، من أجل تنمية الوطن، وتلبية احتياجاته، خصوصا بعد هبوط أسعار البترول الأمر الذي يجعلنا نفكر في كيفية تنمية موردنا البشرية والاهتمام بها.

كذلك لا بد من تصيير  رجال الأعمال إلى تحمل مسؤولياتهم في تنمية مجتمعاتهم من خلال تدريب الشباب وتعليمهم المهن والحرف اللازمة، وتشغيل رؤوس الأموال في بلدانهم من أجل تحقيق نهضة اقتصادية شاملة

خصوصا  الشباب السعودي يحظى بتقدير خاص من القيادة السعودية التي تدرك جيدا دوره ومكانته في مواصلة مسيرة النهضة المباركة التي تعيشها المملكة، وهذا من مبادئ توجيهات ولاة الأمر الدائمة هي بفتح المجال أمام الشباب للعمل والإبداع وإتاحة فرص التعلم والتدريب واكتساب الخبرات.

شكرا لمجموعة الحكير سائلين الله أن يرزق شبابنا حكيرا في كل جهة و كل رجل أعمال،

الديك التركي بين سكين أمريكا و الزعامة المزعومة

أمريكا تؤدب رجلها فى تركيا لتجاوز حدود دوره

سر الانهيار السريع للاقتصاد التركى مع التصعيد الأمريكى يشير إلى رفع غطاء الحماية عن نظام "العدالة والتنمية"

واشنطن رعت "الديك التركي" على مدار 16 عامًا من تدخل الجيش مقابل لعب أدوار سرية له

باركت أمريكا صعود أردوغان ودفعت جولن للتحالف معه لكنه تجاوز حدود اللعبة القديمة

الأخبار والتحليلات الاقتصادية القادمة من تركيا، تشير إلى أزمة كبيرة تتعرض لها هذا البلد، تتمثل فى انخفاض حاد فى العملة «الليرة»، بدرجة يمكن أن توصف بأنها فى حالة «انهيار»، مما يهدد الاقتصاد التركى كله ويعرضه للإفلاس خاصة فى ظل حجم الديون الخارجية الضخم على تركيا والذى يصل إلى 450 مليار دولار، منه ما يزيد على مائة مليار دولار عاجلة السداد، مما يعنى أنه فى حال استمرار التدهور الضخم فى سعر العملة، سيعجز الاقتصاد التركى على المواجهة.

وبعيدا عن التحليلات الاقتصادية لسبب الانهيار الكبير الذى يتعرض له الاقتصاد التركى، فإن الأمر المهم يتمثل فى أنه الموقف الأمريكى ضد نظام أردوغان (الحليف)، جاء بمثابة رفع غطاء الحماية له، وهو يفسر سر الانهيار السريع، رغم ما يراه خبراء المال والاقتصاد بأنه بسبب سياسة حزب العدالة والتنمية الذى يقوده أردوغان، أثقلت الاقتصاد بالديون التى تجاوز حدود الخطر، ووجود حالة عداء مع غالبية النظم العربية، ودول الاتحاد الأوروبى، ويضاف إليها أيضا سياسات الفساد المتهم بها أردوغان، خاصة بعد تعيينه صهره فى منصب وزير المالية وسيطرته على قرارات البنك المركزى التركى، إلا أن الجانب السياسى المهم فى الأزمة التركية الحالية، هى علاقتها بأمريكا، وهى الجانب الأبرز فيما يحدث فى تركيا الآن.

لكن يبدو أن موقف التصعيد الأمريكى، ضد نظام أردوغان، زاد من وضع تركيا الاقتصادى، خاصة أن العلاقة بين أردوغان وتركيا على عكس ما هو معلن، فهى علاقة ممتدة عبر سنوات عديدة سبقت وصول أردوغان وحزب العدالة والتنمية للحكم بسنوات، ظلت أمريكا وأجهزتها هى الحامى والموجهة لأية تحرك داخلى ضد أردوغان.

والقصة بين أردوغان وأمريكا بدأ فصولها منذ أن كان يعمل عمدة لمدينة إسطنبول، منذ صعود حزب الفضيلة الإسلامى للحكم فى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، كما تشير كتابات تركية، أبرزها ما ذكره الكاتب والصحفى التركى «نصوح جنجور»، فى كتاب «أطياف الحركات الإسلامية»، والذى يكشف عن تفاصيل العلاقة القديمة بين أردوغان والأجهزة الأمريكية، وذلك منذ أن كان أردوغان أحد تلاميذ نجم الدين أربكان، رئيس حزب الرفاة والذى حدث تدخل من الجيش ضده فى أواخر القرن الماضى، وتم حل حزبه وسجنه.

لكن مع بداية عام 2001، مهدت أمريكا الطريق لأردوغان، لأن يحل زعيمًا جديدًا لتركيا، بعد أن ضغطت على الجيش التركى، ليسمح لأردوغان بتأسيس حزب سياسى مع المجموعة التى انشقت عن أربكان، وخلال عام واحد فقط تمكن أردوغان من الوصول للحكم فى تركيا، بعد أن رعت أمريكا التحالف بينه وبين رجلها «فتح الله جولن»، زعيم جماعة الخدمة، والذى كان يعيش فى «منفى اختيارى» فى أمريكا،.

وتمكنت المخابرات الأمريكية، من جمع تحالف بين «أردوغان» و«جولن»، مما مكن حزب العدالة من الفوز فى أول انتخابات يخوضها فى عام 2002، بل دعمت المؤسسات الإعلامية المملوكة والموالية له، وفِى صدارتها صحيفة «توداى زمان وقناة «سما-8».

ونجد أن اتهامات أردوغان بأنه رجل أمريكا فى تركيا، لم تقتصر فقط على الكتاب والمحللين أن نجم الدين أربكان (الزعيم الروحى لأردوغان قال فى حديث تليفزيونى له قبل وفاته)، «إن جورج بوش هو من دعم تأسيس حزب العدالة والتنمية.. وأزال من طريقه كل المعوقات الدستورية والقانونية.. وحماه من سطوة الجيش أثناء صعوده للسلطة، بعد اقتناع «أردوغان» بفكرة إدماج دولة إسرائيل فى مشروع الشرق الأوسط الكبير».

ونجد أن ما حدث مع الاحتضان الأمريكى لأردوغان، كانت يسير عبر الاستراتيجية الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر، للعمل على وجود حلفاء من الشرق، خاصة من لهم توجهات إسلامية، ونجد أن أردوغان نجح فى سنوات حكمه الأولى، فى أن يؤدى الدور المطلوب منه لواشنطن، سواء فى فتح علاقات مع الأكراد، أو مساهمته فى الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003، عبر استخدام الأراضى العراقية للانطلاق نحو الشمال العراقى، وأيضا سماح تركيا بتسليح الأكراد فى العراق.

وأمام الخدمات التى كان يقدمها أردوغان لأمريكا، كان يحصل على دعم أكبر، سواء فى مواجهاته وصداماته مع دول الاتحاد الأوروبى أو روسيا، أو حمايته من تدخل الجيش التركى، ومع تفجر ثورات الربيع العربى، كانت الإدارة الأمريكية فى عهد أوباما تعتمد على أردوغان فى أنه يلعب دور المرشد للتنظيمات الإسلامية التى تصل للحكم وأن يكون ضابط الاتصال بينها وبين أمريكا وإسرائيل.

ولكن مع الانتكاسة التى تعرض لها خلفاء أردوغان فى بلدان الربيع العربى خاصة بعد ثورة 30 يونيو فى مصر وتراجع المشروع الإخوانى سواء فى مصر أو تونس وليبيا، وأخيرا سوريا، لم يدرك أردوغان أن هناك تغييرًا أيضا فى الاستراتيجية الأمريكية، خاصة مع تغيير فى إدارة على رأسها ترامب، وربما نسى الدور المرسوم له، وبدأ يسعى أن يلعب دورا بشكل مختلف ولكنه هذه المرة بدأ يتقرب أكثر مع روسيا وإيران، ويزداد الصدام بينه وبين أمريكا، خاصة فى دعمها لأكراد سوريا وقوات سوريا الديمقراطية التى حظيت بدعم أمريكا فى شمال شرق سوريا.

ولم يكتف أردوغان بأن يلعب دورا على عكس التوجهات الأمريكية، فعمد أن يغير الخريطة السياسية فى تركيا، عبر سعيه للسيطرة على الجيش وتغيير الدستور، وذلك بعد استغلاله محاولة الانقلاب الفاشلة ضده فى منتصف عام 2016، والتى يبدو أنها كانت مجرد «قرصة أذن» لأردوغان من أمريكا التى لم تبارك محاولة الانقلاب الفاشلة، على أمل أن أردوغان سيعتبر مما حدث ويتراجع.

لكن حدث العكس أردوغان تقرب أكثر من روسيا وبدأ يتوهم نفسه أن زعيم الشرق بتحالفه مع إيران، وبدأ يحتك بالقوات الأمريكية المتواجدة فى شرق سوريا، ونسى الدور الذى رسمته له أمريكا، فى مقابل تصعيده للحكم وحمايته من الجيش.

لكن أردوغان تمادى فى تصعيده مع أمريكا (جاحد نعمة)، وبدأ يتعامل معها بأسلوب يظهر منه أنه ندًا وليس تابعًا، فنجد أنه فى تعامله مع قضية فتح الله جولن والذى يعيش فى أمريكا ويحصل على رعايتها سعى أن يضغط على الإدارة الأمريكية عن طريق اعتقال قس أمريكى أندرو برونسون، ورهن الإفراج عنه مقابل تسليم أمريكا زعيم جماعة الخدمة الأمريكية، لذلك جاء الرد الأمريكى عليه بصورة لم يتوقعها ولم يتحملها الاقتصاد التركى المهتز، خاصة أنها تعد مؤشرًا بأن أمريكا رفعت يد الحماية عن نظام أردوغان، مما يهدد وجوده، خاصة أنه بعد فتح بلاده أمام تحالفات مشبوهة مع تنظيمات إرهابية، ولم يضع فى اعتباره العلاقة الخاصة التى تجمع أمريكا مع الجيش التركى (الأكثر عددا فى قوات الناتو)، والذى لم يتحرك ضد نظام أردوغان رغم تخطيه دور الجيش وعمله على تغيير هوية تركيا التى اعتمدها كمال أتاتورك فى علاقتها بالغرب، لذلك ستكون السيناريوهات القادمة أمام أردوغان، إما العودة للدور الذى رسم له من أمريكا، والعمل على التراجع بشكل يحفظ ماء وجهه، أو أن يستمر فى التصعيد بعد أن أصابته أوهام الزعامة، لكن فى هذه الحالة سيكون ظهره عاريًا من أية رعاية أو حماية أمريكية من التحركات فى الداخل ضده

تسييس الحج و حجة التسييس

فشلت ايران  فشلا ذريعاً طوال السنوات الماضية حين حاولت تسيس فريضة الحج إمتدادا لسلسلة محاولاتها البائسة في توسيع مشروعها العدواني ضد بلاد الحرمين خاصة و الخليج العربي عامة

والآن تكرر قطر مرة أخرى بجهل شديد، محاولة تسييس الحج، الفريضة المقدسة التي لا ينبغي أبداً المساس بقدسيتها أو استخدامها بسوء نية في مماحكات سياسية مكشوفة للجميع، تدين من يمارسها أمام العالم الإسلامي كله.

وبالتأكيد، سيكون مصير هذه المحاولة الفشل أيضاً، فالكل يعلم حجم ما تقدمه بلادنا  المملكة العربية السعودية من خدمات جليلة للإسلام، خاصة فيما يتعلق بشعائر الحج. فهي تفتح أبوابها للملايين سنوياً من زوار بيت الله الحرام، وتضع مواردها لخدمتهم، سواء كانت البشرية أو المادية، بالإضافة إلى أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، من أجل ضمان راحتهم وأدائهم الشعائر المقدسة بكل يسر وأمان.

لذلك، حين تأتي قطر وتحاول أن تصور للعالم  وكأن المملكة العربية السعودية تقف أمام أداء القطريين والمقيمين على أراضيها، الفريضة المقدسة، فهي بالتأكيد كذبة مكشوفة ومفضوحة، تأتي في إطار سياسات «نظام الحمدين» الفجة والمقتبسة من المشروع الايراني التخريبي و التي يواصل ممارستها بصلف ووقاحة، لإثارة زوبعة تلو الأخرى في محاولة للتغطية على فشله وإحباطه وتخبطه.

وفي هذا الشأن تحديداً، فإن أكبر الخاسرين هو هذا النظام الحاكم في قطر الذي يفضح نفسه، وكذلك القطريون الذين يرغبون في أداء الفريضة،و  يحول بينهم وبينها عبث سياسي وهزلي صبياني برعاية إيرانية عبر نظام مدعم  بإستجابته لمثل هذه المؤامرات سنوات طويلة

الكتابة والإبداع

في الكتابة لذة ، وفي القراءة متعة ، والكتابة الحقة تجمع بين الفائدة والمتعة في إهابها الحر الطليق .إن روعة الكتابة تكمن في أن الكاتب يكلم الناس أينما كانوا ، وفي أي زمن أرادوا دون قيود أو حدود ..والكاتب يتمتع بنشوة السعادة والسرور حين يجلس إلى ورقة يطرح أفكاره عليها ، ويبثر همومه وأحزانه وأفراحه على صدرها فإذا بالقلب والفكر يجد صباحه في قطرات من الندى تحمل الأمنيات لمستقبل أيام أفضل في مقال أو قصة أو قصيدة شعر فيستيقظ الذهن ويستعيد ذاكرته وقوته .والكاتب حين يمسك قلمه بيمينه يكون هدفه أن يجلو لنا الحقيقة ويأخذها بأيدينا في دروب إبداعه ، ليضعنا أما التجربة الإنسانية في أُطرها العامة ونحن نسير معه في طريق غير مطروقة يحمل في جعبته فكراً يريد أن يوصله إلينا ولديه إيمان برسالة تمتد جسورا بين الكلمة والإنسان والحياة . لذلك كان الكاتب كما يصفه تولستوي هو الذي يستطيع (( أن يصف لنا عالم الله )) . لكن الكتابة ليست عملية ميكانيكية سهلة إنها تحتاج مع الموهبة إلى جهد وعلاقة جدلية مع النفس والحياة والناس والتاريخ والزمان كما تحتاج إلى فكر يقظ قادر على متابعة الحدث والحديث وتفهمه وتقييمه وتقديمه بشكل دقيق وجيد . والكاتب كي يبدع يحتاج إلى حرية ممتدة يستطيع من خلال أجوائها أن يعبر عما يجيش في صدره بعيداً عن القمع وفي فسحة من الديمقراطية .إذن الكتابة أولاً وأخيراً هي إبداع والإبداع في الكتابة هو ثراء وإغناء وخصوبة وإمتاع في عالم الكلمة والفكر والكاتب المبدع هو القادر على تذليل الفكرة وإيصال رسالته إلى القارئ تحركه معاناة ينطلق منها في عمله الأدبي أو الفكري وقد تكون المعاناة من مشكلات فردية شخصية أو إنسانية أو عامة وطنية وقومية تبث الروح المؤثرة في القارئ وتجعله مقتنعاً إن توفرت له عناصر الحجة والإقناع والمنطق فيطرحها الكاتب في سهولة ويسر وسلاسة لتجدالكتابة طريقها إلى ذهن القارئ دون عسر أو إرهاق في حلّ لفائف الرموز و الفجاءات .كما أن نجاح العملية الإبداعية يتوقف إلى حد كبير على استشفاف الكاتب ثقافة عصره وما يطرأ على بيئته من تغييرات يكون قادراً على صياغتها بأسلوب يعبر عن الحركة المستقبلية ، والفعل الإنتاجي النشط دون معوقات الحركة . ولابد للقدرة الإبداعية كي تزدهر وتنمو أن تحدث تغييراً إبداعياً على أن تتوفر لها أسباب وشروط كي تنسجم مع التطور الحضاري المتسارع .والإبداع في الكتابة لا يلزم الكاتب وضع أطر محددة لنمط ما أو نوع ما من أنواع الكتابة لأن الكاتب يظل مسكوناً بهاجس مرافق له ، مشحون به يسعى لإفراغه ويعمل على إفرازه بطريقته الإبداعية في صور بديعة ولفظ مشرق ، ومعنى وهاّج وعندما يسكب هذا الإبداع على الورق يكون العمل الأدبي أو الفكري قد أخذ شكله النهائي في الصياغة معبراً عن القيم والتراث وعن الهموم والآمال و حكايا الناس وأخلاهم وعاداتهم تاركاً الانطباع الأقوى لدى القارئ .في هذا الإبداع يشحذ الكاتب كل أدواته و مستلهماته التي يمتلكها من خلال رؤاه الاجتماعية وحين ينجح في تطويعها وتطويرها بعد تمثلها يأتي أدبه صورة للزمن وشاهداً على العصر لأنه يعالج هذه الأفكار بفيض من التمثل الصادق ليضعنا في الصور الصحيحة والواضحة اجتماعياً ، ويشكل ثقافة تكاملية تتخطى الحدود بين الكاتب والقارئ ، لأنه يفكر في القضايا والهموم التي يعاني منها الطرفان فما الأدب إلا سجل للحياة أو نقد لها كما يقول الناقد الإنكليزي (( كولردج )) : (( إن الأدب هو نقد الحياة )) .فإذا طرح الكاتب مثلاً موضوع الهجرة أو الاغتراب فإن القارئ يجد نفسه في الفكرة والصورة المطروحة ، ويتابعها لأنها فكرة لقضية اجتماعية ، لا زالت تلح على الكاتب كي يعمل على إيصالها بمسيرته الإبداعية في حضرة هذا الغزو المريع للهجرة بين أبنائنا .لكن توصيل هذه الأفكار والمعاني إلى القارئ تحتاج إلى فنية خاصة للتعبير عنها يصدق وشفافية وجمال ، وسمو وإقناع من أجل ترسيخها لذلك يذهب الكاتب في رحلة التحضير والإبداع ويبقى مشحوناً في حالة ذهنية من الانفعال والتفاعل ، لا يهدأ حتى يصوغها صياغة جديدة مبتكرة عميقة في عرضها لم تكن موجودة من قبل ، وليكن هذا الإبداع شعراً أو قصة أو رواية أو مقالاً ...ومن جمال لغتنا العربية أنها غنية بمفرداتها قادرة على أن تمد الكاتب بذائقة جمالية في انتقاء عباراته وصوغ ألفاظه بلغة دقيقة شفافة ، موحية تترك أثراً عميقاً في نفس القارئ .وبنجاح الكلمة يحلّق الكاتب فيما اقتطفه من إبداعات لأن العبارات لها رحيقها الخاص وأداؤها الآسر يزجيه المعبِّر في الهتاف بالجديد والتعبير عن الحقيقة التي يخرجها من خبء المجهول ، وبذلك يعقد مع قرائه وشائج الحب والإعجاب الذي يسمو به العقل وتمنحه المشاركة .ونحن لا ننسى أن الجاحظ المتوفى عام /255/ هجرية أعطى للفظ أهمية بالغة في الكتابة وقد أوضح رأيه في كتاب (( البيان والتبيين )) ولا بأس أن نستضيء به إذ يقول : (( إني أزعم أن سخيف الألفاظ مشاكل لسخيف المعاني )) وقد انتصر الجاحظ للفظ ، مقللاً من هيبة المعنى كما جاء في كتاب الحيوان ، حيث يقول : " المعاني مطروحة في الطريق ، يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي " وجعل المعوَّل في الكلام على " تخيّر اللفظ وسهولة المخرج " كما يقول أيضاً: " المعاني موجودة في طباع الناس ، يستوي فيها الجاهل والحاذق ، ولكن العمدة على جودة الألفاظ ، وحسن السبك وصحة التأليف " . لذلك لا بد للكاتب المبدع من إكساء المعاني الجليلة والجميلة بَرْدَة زاهية من اللفظ يجلو بها المعنى ويزهو ، وتحمل في طياتها حيوية ومشاعر ودلالات لا يمكن إغفال توظيفها في مخاطبة العقل والقلب ليحقق الكاتب التفاعل الحي والمتجاوب مع القارئ .وهكذا يجعل الجاحظ من المعاني بضاعة مرمية على قارعة الطريق ، ولكن أين هو الذي يحسن بلورتها ويستمد منها النسيج الفني ، ويغوص إلى مكامن الدلالة والتعبير عن نبض الحياة فيها فالمفردة إذن هي ملك للجميع ، ولكن الكاتب حين يبني مفردات جديدة تستطيع أن تتخذ لها في انتقائها هوية يضع فيها الكاتب نفسه ، كما تستطيع الكلمة المسطورة أن تخلق لنفسها مساحة تنفسية في التعبير عن كافة جوانب الحياة في منطقة حرة يكون الكاتب فيها إنساناً قد وجد لنفسه مكاناً مميزاً بين المثقفين والقارئين ، وفي معادلة سليمة يشاركهم فيها الهم ويفترق عنهم في اللغة التي ينتمي إليها ويخلق في أجواء إبداعه الأدبي ظلالاً تختمر في الذاكرة عمقاً وتبني كتلة من الأحاسيس . وهنا يكمن حضورها الدائم وأثرها العظيم .وبذلك يكون الكاتب المبدع قد حقق طموحاته الفكرية في معالجة مختلف الفنون الأدبية والمواضيع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها وكان قادراً أيضاً على توصيل فكره وآرائه إلى الآخرين من خلال الكتابة .ومما لا شك فيه أن تلك المزايا الفنية تعطي الإبداع الأدبي والإنتاجي فيالكتابة دوراً وإسهاماً في الثقافة والحضارة والتطور الذي ينعم بعمر مديدx

وجه الحياة

إهداء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفقهما الله



أدر وجه الحياة إلى بلادي
فقد طمست ملامحه الأعادي
أدر مجدا على مجد لتسمو
نفوس الحالمين على انفراد
سئمنا سطوة الإخوان إنا
أولو عزم و حزم و امتداد
فكم أمم علت للمجد علما
و نالت مجدها دون انقياد
و نحن على كثيب الجهل صرعى
نكابد صحوة الغي المعادي
تصخر خطونا و الدرب روض
و أصبح طوعنا اللا إرادي
إلى أن أسس الغاوون فكرا
و نهجا قد توشح بالسواد
فإن ظهروا على التلفاز حثوا
شباب المسلمين على الجهاد
شباب المسلمين كفى ضياعا
أعدوا للوغى جل العتاد
وان صعدوا المنابر أسمعونا
حديثا أسندوه بلا استنادي
أباحوا صحوة الإرهاب كرها
و سفك دم البراءة في ازديادي
تكاثر فكرهم من عهر شر
و أصبح حشدهم مثل الجراد
إلا أن أشرق الإصرار نجما
لنرقى في وفاق و اتحاد
أتى ملك التحالف واستعدنا
نوال المجد من بعد اضطهاد
فأوزع حزمه من خير فعل
حدى نحو الشموخ وأي حادي
و أزهر عهده بولي عهد
مضيء الفكر ذو فكر حيادي
أعاد شبابها من بعد شيب
فصارت معلم الأرض الريادي
و فكك لحمة ( الإخوان ) لما
بدى في نهجها سوء اعتقاد
و أسس رؤية التجديد فيها
حضارات و بعد إقتصادي
فشكرا ثم شكرا يا مليكا
أباد بعهده جذر الفساد
و ألبس موطن التقوى لباسا
يليق بها اذا نادى المنادي
وشكرا يا ولي العهد جفت
ينابيع القريض عن المداد
تقاصر عن ثناء المجد حرفي
و طابت في شباب البوح ضادي
سنبقى أمة للحق فينا
نعيم الأرض رواح و غادي
فإن المجد مشتاق لقوم
تساوى الشعب فيهم و القيادي
لنغرس نهضة الأجيال حلما
تطيب ثماره عند الحصاد

مواضيعنا الجديدة

هكذا يبدو (الحكير)

بات من الضروري جذب الشباب للانخراط في المهن المختلفة كون المستقبل للفئة العاملة المهنية المؤهلة على استيعاب مقومات التقنية و أدواتها، فجميع...