رف من الحياة

والحمار ثالثهما


مات والدها وهي في الخامسة من عمرها و بدأت معاناتها بين خلاف عقيم نشب بين أخوالها وأعمامها وحين بلغت عشر سنوات من عمرها كانت المصيبة التي قصمت ظهر ثباتها. تزوجت أمها من رجل آخر أنجب لها عشرات الذكور والإناث إخوة و أخوات ..
أوت إلی بيت شيخ علم و حكمة وأيضا قبيلة لا يستطيع هذا الشيخ الوقوف أمام النسيم فلم يعد من قوته إلا وقاره حين دنت من باب العريش الذي يقيم به الشيخ رمت أمامه عمامة بيضاء كانت تغطي بها شعر رأسها و هبت الريح تكاد تحمل الجبال الراسيات .
لكن كيف يصمد هذا العجوز في هذه العاصفة؟
وأين ستحط العمامة البيضاء ركابها إذ حملتها

تمزقت إنعدامات الرؤية وإكتست الأرض بصفو وجهها وبدأت ترتسم ملامح كل شيء
تطايرت كل الأشياء من حولهما وهما ثابتان إنه الشيخ الحكيم والفتاة و ثالثهما عمامة الفتاة يمسك بطرف من العمامة الشيخ والفتاة الطرف الآخر كانت أقرب إلی أن تسمی ميثاق محبة و ولاء أن يتبناها وترعاه إلی أن كبرت وتعلمت علی يده وتزوجت بأحد طلابه قبل وفاته بأسابيع
مضت الأيام وهي تمارس حياتها ليست كالأخريات بل أنجبت سلالة فيها العالم والباحث والمهندس والأديب والمؤرخ و بعد كل هذه السنوات إنتقلت إلی رحمة الله بعد أن لاذ بها كلب خائن و فيل باغي و حمار مرغوم.
وجاء أبناء وبنات إخوانها وأخواتها ليعيدوا الحكاية مرة أخری و يسلبوا إرث سلالتها وموطن تاريخها...

م.م.ق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواضيعنا الجديدة

هكذا يبدو (الحكير)

بات من الضروري جذب الشباب للانخراط في المهن المختلفة كون المستقبل للفئة العاملة المهنية المؤهلة على استيعاب مقومات التقنية و أدواتها، فجميع...