رف من الحياة

بساتين اليراع: صنع في أمريكا

صنع في أمريكا


الناس يبتكرون النوادر معظم الوقت عن قدوم "داعش" المحتمل، في محاولة لمراوغة الخوف. وقد اقتحمت هذه اللفظة العدائية خطابنا بكثافة مدهشة، مثل كابوس غامض أفلت من عالم الوهم فجأة ليستوي حقيقياً بطريقة لا تصدق. هناك من يتحدثون عن تحضير أنفسهم لإطلاق لحاهم وتقصيرملابسهم.

هناك الذين يتفقدون الصفات التي تجعل الواحد ضحية محتملة للذبح –نفس صفات المسلم السني العادي السائد- ناهيك عن غير المسلم. وهناك النقاش الجدي حول ما إذا كان بالوسع التصدي لهجوم المتطرفين الذين يبدون أشبه بجحافل فضائية لا تقهر ولا توقفها جيوش. ثم يطفو السؤال: "هل ستسمح أميركا (وأحياناً الكيان الصهيوني معها) لهؤلاء بتهديد الأردن؟

البعض يستحضرون فكرة أن "داعش" صناعة أميركية. ولِمَ لا؟

البعض يقولون إن أميركا التي أسقطت أنظمة وكسرت جيوشاً نظامية –في أفغانستان والعراق وليبيا- وأشرفت على دمار سورية، لن يعجزها تحطيم عصابة من بضعة آلاف إذا أرادت.
صحيح أنها تركتهم يجتاحون محافظات في العراق، لكنها ضربت على أيديهم عندما مسّوا بالأكراد. وقد سكتت عن قيام أتباعها في المنطقة بشحذ مخالب المتطرفين وأنيابهم وتدليلهم بالمال والسلاح وإرسالهم حيث يريدون. لكن الفكرة السائدة مع ذلك هي أنّ العون سيأتي من أميركا أيضاً في نهاية المطاف، وسيكون عليها المعتمد إذا طغى الخطب. ألم تستنجد بها حكومة العراق في وجه "داعش"، وقبلها ثوار سورية الذين عذبهم هذا التنظيم الذي ما له صاحب؟ ونحن أيضاً، نفكر بالله أولاً، ثم بأميركا التي لن تترك صديقاً في ضيق.

هذه هي الأحلام التي ينجبها اليأس الذي أطبق علينا طويلاً، حتى اختلطت علينا الوجهات، وأصبحنا طباقاً لقول شاعرنا القديم: "المستجيرُ بعمرٍو عند كُربته.... كالمستجير من الرمضاء بالنار". وكأن الجميع نسوا في الحمأة أنه إذا كان إرهاب التطرف هو عدونا الحاضر، فإن إرهاب الاستعمارات والتدخلات الغربية ضدنا لم يتوقف لحظة واحدة
وإذا قتل إرهاب "داعش" وشركائها بضعة آلاف، فإن "رعاة الديمقراطية والحرية" الأميركيين قتلوا منا الملايين وشردوا مثلها –حرفياً. كم عراقياً مات في الغزو الأخير وكم منهم تشرد بعد أن أعيد بلدهم إلى القرون الوسطى؟ مَن الذي أتاح أن يصبح العراق قاعدة للـ"القاعدة" بعد غزو البلد بذريعة القاعدة وما كانت به قاعدة؟ كم فلسطينياً قتل أو تشرد –وما يزالون- بالسلاح الأميركي وعلى يد الكيان المفوض أميركياً؟ كم سورياً قتل وتشرد –وما يزالون- بسبب إشراف الغرب وأميركا، ووكلائهما، على انتقال سورية من ثورة حرية إلى حرب أهلية؟ كم مواطناً عربياً قتل في الشارع أو المعتقل بأدوات نظام دكتاتوري ترعاه أميركا؟ إذا لم يكن كل هذا القتل والغزو والإفقار وإحباط الآمال وخذلان البسطاء ودعم المحتلين والمستبدين إرهاباً صريحاً، فما هو الإرهاب إذن؟

، قال إدوارد سعيد معقباً على أحداث 11/9 في إحدى المقابلات: "أعتقد أن الحادثة جاءت في أعقاب جدل طويل حول تورط الولايات المتحدة في الخارج، والذي امتد على مدى القرن الماضي برمته، وشمل التدخل في شؤون العالم الاسلامي والدول المنتجة للبترول والعالم العربي والشرق الأوسط، وكل تلك المناطق التي يُنظر إليها على أنها أساسية لصيانة المصالح والأمن الأميركيين". وفي نفس المقابلة، ذكّر سعيد برعاية أميركا للقاعدة وطالبان الأفغانية في الثمانينيات وتسليحهم ضد الاتحاد السوفياتي، وتسميتهم "مقاتلو الحرية". ذكّر بأن أميركا وقفت ضد أحلام الشعوب العربية بدعمها الأنظمة المستبدة، حتى دفع الظلم الناس إلى التطرف. قال: "أعتقد أن معظم العرب والمسلمين يشعرون بأن الولايات المتحدة لم تبد في الحقيقة أي اهتمام بما يرغبون".

إذا كان التطرف و"القاعدة" صناعة أميركية –مباشرة وبالتداعي- و"داعش" سليلة للقاعدة، فإن منطق العلاقة واضح.

الإرهابي يصنع إرهابياً والسلالة المشوهة تتطور مثل الفيروس. ولدى تأمل منابع الفكر التكفيري الرجعي الذي أنجب "القاعدة" و"داعش" -مَن هم سدنته وحاضنوه ومروجوه وممولوه، وما هم بالنسبة للأميركان، فإننا سنفهم أكثر، ونزداد حيرة. ومع ذلك، لا تكاد تنطبق على علاقة الإرهابي الأصلي بالفرعي مقولة انقلاب السحر على الساحر. إن "الساحر" الوحيد الذي يرتد إليه السحر وما له فيه يد، هو العرب. إنه العربي المعذب بدمار أوطانه والقلق عليه
و الذين يرعبهم الإرهابيون فيستجيرون بإرهابيين – أو يتحسرون على أيام النزالات العربية المجيدة!
 

سيادة الفكر ..وجمال الصبر


كتبه / حسين بن عقيل

لكل منا قدراته وامكياناته ومن حمل امانة وهي اكبر منه لن يؤديها الا بالفعل ولن تشبع بالكلام... والفكر في هذه المواطن هو سيد الموقف.

ومؤكد سيصدمك واقع مؤسف تشعر فيه بالاحباط في الوقت الذي تجد نفسك مطالبا بالسير الحثيث قدما وستتفانى وتبذل قصارى جهدك وتعود ملوما وما يخفق فيه العالمين تحمل انت وزرة.... تذكر اني قلت هذا يوما ما... وادعوا لك من كل قلبي بالتوفيق والنجااااح..

لا تدفع نفسك للاحباط ، بل يجب ان تثابر وتجتهد ولا باس ان تضع تلك العوائق نصب عينيك كي لا تتفاجأ وحتى لاتكون بعض الرتوش حجر عثرة في طريقك ً.فكل من يدفع عجلتنا للامام فنحن جميعا من سيقطف الثمرة وجميعنا نشد على يديه ونكون جندا في سريته... (لم يستنكف خالد بن الوليد ولم يستكبر ان يكون جنديا تحت امرة وقيادة ابي عبيدة رضي الله عنهما)... وقاتل لوجه الله قائدا وقاتل جنديا لوجه الله ايضا وابلى في الحالتين احسن البلاء!

لربما يكون الفرد في آخر الصف ... ولو كان لديه ما يراه جديرا بالطرح سيطرحه بكل تأكيد وليس شرطا ان يكون طرفا في التنفيذ...!انما ليبقى الوداد عامرا بين القلوب... اتمنى ان يُحْكم على الاشخاص برؤية المسؤول لا بحذفهم من قاموسه بحكم سواه عليهم... فلن تجد النفوس كلها امينة في احكامها.. لابد ان يكون في بعضها نقمة او لديها من وراء ذلك غاية اومصلحة.... والايام كفيلة بابراز ملامح كل الوجوه وكشف الاقنعة... والصبر اجمل الجميل.

هذا اليراع من بستان جازان نيوز

- http://www.jazannews.org/articles.php?action=show&id=3385

مواضيعنا الجديدة

هكذا يبدو (الحكير)

بات من الضروري جذب الشباب للانخراط في المهن المختلفة كون المستقبل للفئة العاملة المهنية المؤهلة على استيعاب مقومات التقنية و أدواتها، فجميع...