الخيل أصبحت في مكان آخر، ومنها ما تخصص في سحب عربات الغاز ومنها ما تخصص في حمل البطيخ ومنها ما أصبح معروضاً على السائحين القادمين من قارات أخرى ومنها ما ذهب إلى السيرك نحو صهيله إلى الأبد.
أما القوة فلها مفهوما وتعريفا في قاموسنا آخر، أنها قوة تردد في الإعلانات فقط، عن مبيدات الصراصير النووية وعن القوة الثلاثية لمسحوق الغسيل، وعن قوة حبوب الفياغرا لمن تقاعدوا عن الإنجاب! وأرهقتهم حروباتهم الطاحنة وفتوحاتهم المتواصلة.
ولهذا لم يبقى من عروبتنا يا ساداتنا إلا الخيام، ومنها ما هو أشبه بصالون أو ديوان له عدة أعمدة وباب واسع يليق باللاجئ المحترم ومنها ما هو مخروطي وأشبه بالخازوق العثماني ومنها ما هو من خيش أو حرير، لهذا قال غسان كنفاني قبل استشهاده.. خيمة عن خيمة تفرق!
منذ ستين عاماً ونحن نعد لهم ما استطعنا من خيام، هذا إذا ظفر بها المحظوظون، فهنالك عالقون هم في المنزلة الثالثة بعد اللاجئين والنازحين، لا بد أن أطفالهم اتقنوا الإسبانية في الأرجنتين والبرازيل.
قبل غزو الجنوب اللبناني تعهد الإعلام العربي الداجن بالمتهيد، وكانت الكاميرات أمينة وهي تسجل الغزو خطوة خطوة وخوذة خوذة، وعام اجتياح بيروت لم يقصر هذا الإعلام في توصيف المشهد، وتذكر خليل حاوي بعد أسابيع من انتحاره، وكان اصطاد قلبه بالخرطوش، لأنه شاهد دبابة إسرائيلية تقترب من المكتب التي كان يجلس فيها ويأخذ الصحف، لهذا قال عنه محمود درويش كان يصغي لموجته الخصوصية وهي موت وحرية، فيما كان الإعلام مستغرقاً في رصد ردود الأفعال الدولية على بلد عربي يستباح وعلى صبرا وشاتيلا اللذين قال عنهما جان جينيه الفرنسي وهو يطرد الذباب عن الجثث.. إن قيامة من فيهما وشيكة..
أعدوا لهم ما استطعتم من خيام أو إذا شئتم من رخام فهو يصلح لشواهد الشهداء أيضاً، لكن ليس على الطريقة الإغريقية، إذْ كان ينقش أهل أثينا على الشواهد عبارة متكررة هي أن الأحرار وحدهم من يدافعون عن أوطانهم، أما العبيد فهم بانتظار من يفحص أسنانهم كالخيول قبل أن يشتريهم أو يستأجرهم!
ولدى العرب المعاصرين زمنا والمعصورين حتى آخر قطرة فقط وآخر نقطة دم وآخر قطرة ماء من الخيام الى ما يحسدون عليه، أما العودة فهي من مخيم إلى مخيم وطوبى لأمة من اللاجئين!!
وأعدوا لهم ما استطعتم محمد مساوى القيسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مواضيعنا الجديدة
هكذا يبدو (الحكير)
بات من الضروري جذب الشباب للانخراط في المهن المختلفة كون المستقبل للفئة العاملة المهنية المؤهلة على استيعاب مقومات التقنية و أدواتها، فجميع...

-
25-10-2010, 05:07 PM ماذا أقول ومهجتي تتألم? والشوق يجرح خافقي لا يسأم أفنيت عمري في هواك ضحية والله أدرى بالنفوس وأعلم أشقيت قلبي والهي...
-
ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻓﺮّﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺷﻌﺒﻪ "بـﺳﻴﻒ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ" ﻭﺧﺎﺻﺔ "بﺻﻮﺍﺭﻳﺦ رﻳﺎﺡ الﺸﺮﻕ" ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق