رف من الحياة

رمضان و العروبة " قصيدة شعرية"

رمضان و العروبة

قصيدة قديمة للأستاذ الشاعر
منصور بن علي بن حمود آل بشير/معلم متقاعد من رموز اللغة العربية في منطقتنا عمل بمدرسة ديحمة المتوسطة والثانوية بجازان لسنوات طائلة.

القصيدة :

ما بينَ معتكفي وقلبي الصاحي
وتبتُّلي يا منتهى أفراحي

آتيكَ من تيهٍ ووحشةِ غربةٍ
وبأنسِكَ المعمورِ حطَّ جناحي

ألفيتُ فيكَ تشوقاً لصبابتي
ألفيتُ فيكَ بلاسماً لجراحي

أغضيتُ عن رغدِ الحياةِ وطيبها
آثرتُ حبَّكَ عن لذيذِ مراحي

وأتيتُ والدنيا ضميرٌ نابضٌ
والخيرُ يعمرُها بكلِّ نواحي

فجررتُ حبري والشطورُ عشيقةٌ
ما جنَّ ليلي وانتشى مصباحي

وأذوبُ في وجدي وفيضِ مشاعري
وأعللُ الأتراحَ بالأفراحِ

رمضانُ لي بينَ الجوانحِ ومضةٌ
ملكتْ عليَّ سريرتي وفِصاحي

ما كنتُ أعرفُ قبل ذلك ما الهوى
حتى أسيتَ القلبَ كالجرَّاحِ

زكَّيتَ منه دينَهُ ويقينَهُ
فارفقْ به بمودةٍ وسماحِ

رمضانُ والدنيا قصيدةُ شاعرٍ
رقصتْ قوافي الشعرِ في أوشاحِ

هيَ ليلةُ القدرِ التي أوثِرْتَها
ببلاغةِ التنزيلِ والإفصاحِ

ناشدتُك اللهَ العليَ تكونُ لي
خيرَ الرفاقِ وصحبةَ الإصلاحِ

رمضانُ ما لي عنكَ أدنى صُرفةٍ
كلا ولا يأسو سواكَ جراحي

رمضانُ أهلا والليالي ملؤها
عبقُ الدعاءِ بمسكِكَ الفواحِ

رمضانُ نحنُ كما ترانا أمةٌ
شَلَّتْ إرادتُها بقصِّ جناحِ

أدري وتدري والغيورُ كذا درى
لن يُستردَّ الحقُّ دونَ كفاحِ

ما إنْ ذكرتُ القدسَ أرضَ أحبَّتي
كبشَ الفداءِ وقصةً لكفاحِ

ورأيتُ في أرضِ العراقِ مشاهدا
يدمي لها قلبُ الغيورِ الصاحي

ورأيتُ لبنانَ الجريحةَ مسرحاً
للمجرمينَ عصابةَ الأوقاحِ

حتى انزويتُ من الأسى في جانبٍ
من مجلسي ونكأتُ طيبَ جراحي

رمضانُ جئتَ وأمتي يلتفُّها
إعصارُ تيهٍ جابَ كلَّ نواحِ

ضلَّتْ طريقَ النصرِ بعدَ بعادِها
عن دينِها والدينُ كلُّ سلاحِ

اليومَ جئتُكَ من لهيبِ مشاعرٍ
قد أُذكيتْ بأريجِكَ الفواحِ

أنا ما انتشيتُ إذا انتشتْ دنيا الهوى
في حال نشوي تنتشي أتراحي

ألستنيَ الآلامَ وهْيَ مرارةٌ
قد ألهمتني فيك وهي جراحي

أنى تذكرتُ العروبةَ شدني
داعيك في لهفٍ وفي إلحاحِ

أيامَ كنا نملكُ الدنيا وكم
جُزنا الصعابَ بصارمٍ ورماحِ

كم سطَّرَ التاريخُ صفحةَ مجدِنا
لكنْ طوتْهُ يدُ الزمانِ الماحي

وافقتُ كي أحيا الحقيقةَ مرةً
ما بينَ (كوم) دفاتري يا صاحِ

واليومَ أنتَ كما تراني قابعاً
أغري الشعورَ ببسمةٍ لصباحِ

الاثنين 10 رمضان 1427 هـ   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواضيعنا الجديدة

هكذا يبدو (الحكير)

بات من الضروري جذب الشباب للانخراط في المهن المختلفة كون المستقبل للفئة العاملة المهنية المؤهلة على استيعاب مقومات التقنية و أدواتها، فجميع...